قوة وفخر الهوية الكردية
- Chavia Ali
- 12 أكتوبر
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: قبل 6 أيام
في عالمٍ غالبًا ما تُشكَّك فيه الهويات أو يُساء فهمها، يُصبح تقبُّل هويتنا الحقيقية فعلًا من أفعال الشجاعة والصمود. هذا هو تأملي الشخصي في معنى أن تكون كرديًا - متجذرًا في التاريخ، مُضحيًا، وروحًا لا تُقهر.
منذ نعومة أظفاري، عرفتُ أنني كردية، ونشأتُ على الاعتزاز بهويتي الكردية. هناك، بالطبع، جوانب أخرى كثيرة لهويتي - فأنا، على سبيل المثال، امرأة، من ذوي الإعاقة، مثقفة، محترفة، ناشطة، وسورية. ولكن قبل كل شيء، كرّست حياتي للعمل من أجل حقوق الإنسان والعدالة للجميع - بغض النظر عن لونهم، أو عرقهم، أو دخلهم، أو دينهم، أو جنسهم، أو توجههم السياسي، أو جنسيتهم. هذا الالتزام بحقوق الإنسان ليس محض صدفة. كوني كردية هو الأساس الذي بُني عليه كل شيء في حياتي، والذي لولاه لما كنتُ الشخص الذي أنا عليه اليوم. احترام كرامة الإنسان، والعزم على محاربة الظلم بأي شكل من الأشكال، والقوة على المثابرة في مواجهة الشدائد - كل هذه القيم مستمدة من جذور كردية عميقة، تشكلت حولها بقية هويتي. لقد عملت لسنوات عديدة من أجل سوريا ديمقراطية وشاملة، وأعتقد شخصياً أن على الجميع أن يفخروا بهويتهم وجذورهم، حتى يصبح مفهوم الوطن مساحة موحدة وحاضنة للجميع.
نعيش في زمنٍ غريب، حيث يُمكن لرئيس دولةٍ عظمى أن يتحدث في الأمم المتحدة ساعةً كاملةً عن نجاحه في بيع القبعات، ثم يشكو من سلمٍ كهربائي. ربما أصبح هذا السلوك "الأمرَ الطبيعي الجديد"، بل قد يحاول المتحدثون في بعض أنحاء العالم تقليد هذا "التوجه" - وهذا ليس من شأني. لكن في أربيل، هذا النوع من الاستهزاء أسوأ من الإهانة. تحت كل شبرٍ من أرض كردستان، دُفنت عظام الشهداء، واختلطت تربتها بدمائهم. هذه هي الأرض التي ضحى فيها الرجال والنساء بأرواحهم لمدى أجيال، لكي يعيش أبناؤهم يومًا ما بحريةٍ وكرامة. في كل كردستان، لن تجد عائلةً واحدةً لم تعانِ من رعبٍ لا يُوصف، ولم تفقد أبناءها وبناتها. في أربيل، عندما يدّعي أحدٌ التحدث باسم الشعب الكردي في محفلٍ مرموق، لا يُقبل منه التلاعب بالهوية الكردية، أو الاستهزاء بتضحيات الشعب.
عائلتي كردية، ومثل كثيرين غيرنا، دفعنا ثمنًا باهظًا لنعيش على أرضنا دون خوف من الاضطهاد، ولنتحدث لغتنا بصراحة - حتى لو كان ذلك لمجرد قولنا إننا أكراد. لقد أرتني عائلتي، بمثالهم، أن الكلمات ليست لعبة تافهة، بل هي عهد بالوقوف إلى جانب الحق مهما كلّف الأمر. من خلال أفعالهم ولطفهم، وتفانيهم الدائم واستعدادهم للتضحية من أجل الآخرين، علّمني والداي معنى الكرم والنزاهة والولاء والشجاعة، كما تعلمت نفس السلوك ونفس القيم من قبل الخالات والأخوال، العمات والأعمام، وكل قريب قضيت أيام طفولتي ضمنهم وفي بيوتهم. ولأجلهم، بذلتُ قصارى جهدي لتكريم شعبي وأرضي، من خلال أفعالي وكلماتي. لقد كانت هويتي الكردية هي القوة الدافعة وراء كل عمل أخلاقي وإنساني قمتُ به.
أن تكون كرديًا اليوم وتعلن ذلك بفخر ليس محض صدفة؛ بل هو ثمرة سنوات من النضال. لقد صمدت هذه القيم أمام قرون من الاضطهاد والمجازر والإبادة الجماعية، وستبقى وتدوم. كونوا على ثقة بأن عصر الاستهزاء القبيح بمعاناة الآخرين سيذهب إلى مزبلة التاريخ.
جافيا علي
تعليقات